السبت، 17 يناير 2009

تفسيرالبيضاوى-سورة التوبة-الآيتان رقم(111)،(112):


تفسيرالبيضاوى-سورة التوبة-الآيتان رقم(111)،(112):
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
إن الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ
يُقَاتِلُونَ فى سَبيل اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ
وَعْداً عَلَيْهِ حَقا فى التوْرَاةِ والإنجِيلِ والقُرْآنِ
وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ اْلذِى بَايَعْتُم بِهِ
وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة :
تمثيل لإثابة الله إياهم الجنة على بذل أنفسهم وأمولهم في سبيله .
يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون: استئناف ما لأجله الشراء .
وقيل يقاتلون: في معنى الأمر. وقرأ حمزة و الكسائي بتقديم المبني للمفعول وقد عرفت أن الواو لا توجب الترتيب
وأن فعل البعض قد يسند إلى الكل .
وعداً عليه حقاً: مصدر مؤكد لما دل عليه الشراء فإنه في معنى الوعد
فى التوراة والإنجيل والقرآن :مذكورًا فيهما كما أثبت في القرآن .
التوراة والإنجيل والقرآن :مذكورًا فيهما كما أثبت في القرآن .
ومن أوفى بعهده من الله مبالغة في الإنجاز وتقرير لكونه حقاً .
فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به فافرحوا به غاية الفرح فإنه أوجب لكم عظائم المطالب كما قال: وذلك هو الفوز العظيم
سورة التوبة-الآية رقم(111)-رقم الصفحة(204)-
الجزءالحادى عشر-تفسير البيضاوى
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين
َ التائبون: رفع على المدح أي هم التائبون، والمراد بهم المؤمنون المذكورون ويجوز أن يكون مبتدأ خيره محذوف تقديره التائبون من أهل الجنة
وإن لم يجاهدوا لقوله : وكلاً وعد الله الحسنى أو خبره ما بعده أي التائبون عن الكفر على الحقيقة هم الجامعون لهذه الخصال .
وقرئ بالياء نصباً على المدح أو جراً صفة للمؤمنين.
العابدون: الذين عبدوا الله مخلصين له الدين .
الحامدون: لنعمائه أو لما نابهم من السراء والضراء .
السائحون: الصائمون لقوله صلى الله عليه وسلم سياحة أمتي الصوم
شبه بها لأنه يعوق عن الشهوات أو لأنه رياضة نفسانية يتوصل بها إلى الاطلاع على حفايا الملك والملكوت ، أو السائحون للجهاد أو لطلب العلم .
الراكعون الساجدون: في الصلاة.
الآمرون بالمعروف: بالإيمان والطاعة.
والناهون عن المنكر: عن الشرك والمعصية . والعاطف فيه للدلالة على أنه بما عطف عليه في حكم خصلة واحدة كأنه قال: الجامعون بين الوصفين ، وفي قوله تعالى :
والحافظون لحدود الله: أي فيما بينه وعينه من الحقائق والشرائع للتنبيه على أن قبل مفصل الفضائل وهذا مجملها . وقيل إنه للإيذان بأن التعداد قد تم بالسابع من حيث أن السبعة هو العدد التام والثامن ابتداء تعداد آخر معطوف عليه ولذلك سمي واو الثمانية .
وبشر المؤمنين: يعني به هؤلاء الموصوفين بتلك الفضائل،
ووضع المؤمنين موضع ضميرهم للتنبيه على أن إيمانهم دعاهم إلى ذلك ، وأن المؤمن الكامل من كان كذلك وحذف المبشر به للتعظيم كأنه قيل: وبشرهم بما يجل عن إحاطة الأفهام وتعبير الكلام.
سورة التوبة-الآية رقم(112)-رقم الصفحة(205)-
الجزء الحادى عشر-تفسير البيضاوى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق